حوار مجلة المجتمع

أجرى هذا الحوار الصحفي محمد يعقوبي مراسل مجلة المجتمع الكويتية في 12/06/2006، وقد تمت الإجابة عن الأسئلة كتابة ونُشر الحوار كاملا.

بسم الله الرحمن الرحيم

س1/ رحبتم بتعيين عبد العزيز بلخادم رئيسا للحكومة، لماذا؟

ج1/ بسم الله الرحمن الرحيم.. نعم رحبنا بتعيين الأخ عبد العزيز بلخادم على رأس الحكومة، واستبشرنا خيرا بذلك لأسباب يعرفها الخاص والعام هنا في الجزائر، وهي أن السيد بلخادم يعتبر من كبار رموز التيار العربي الإسلامي، وهو أمين عام حزب جبهة التحرير الوطني الذي يناضل من أجل تجسيد مشروع المجتمع النوفمبري الذي ينص صراحة في أحد أهم بنوده على إقامة دولة جزائرية مستقلة ذات سيادة، ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية.

ومهما كانت المآخذ على الرجل، فعلى الأقل أنه ليس من النوع الذي يقبل بأن تضرب القيم والثوابت من إسلام وعربية ووحدة وطنية، وانتماء حضاري وهذه الخصال كافية لأن تجعلنا نستبشر ونَطمَئنّ لمجيء بلخادم على رأس الجهاز التنفيذي..

س2/ ما هو أثر تعيين بلخادم على مسار المصالحة الوطنية؟

ج2/ لا أحد يستطيع أن ينكر أن بلخادم رجل صلح ومصالحة تكوينا وتربية وسلوكا.. ففضلا عن المبادئ والأفكار التي يؤمن بها جراء تكوينه الوطني، والأخلاق التي يتحلى بها نتيجة تربيته الإسلامية، فإن سلوكه وموقفه طول أيام المحنة كانت كلها لصالح التيار المصالحتي، إنطلاقا من وقوفه إلى جانب السيد عبد الحميد مهري في كل محطاته ووصولا إلى تثمينه لكل مبادرة لرأب صدع الجزائريين.. فطبيعي إذن أن يتأثر مسار المصالحة إيجابا عندما يكون على رأس الهيئة التنفيذية رجل كعبد العزيز بلخادم.

س3/ هل يمكن أن يساهم هذا التعيين في عودة قيادات الإنقاذ المهاجرة؟

ج3/ نعم.. وقد أعلنت الهيئة التنفيذية للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الخارج رسميا دخول أفرادها بداية من شهر جويلية القادم إن شاء الله.

س4/ قال رابح كبير أنه يعتزم العودة إلى الوطن شهر جويلية، وأنه يسعى لتأسيس حزب إسلامي جديد. هل أنتم معنيون بهذا الموضوع؟

ج4/ الأخ رابح كبير هو رئيس الهيئة التنفيذية في الخارج، وأنتم تعلمون أن موقف الجيش الإسلامي للإنقاذ، ومواقف الهيئة متطابقة تماما في جميع المحطات، والتنسيق بيننا مستمر ولم ينقطع أبدا، كما أن الحزب المرتقب أو التنظيم، أو الهيئة التي سنتعامل من خلالها مع المحيط السياسي تكلمنا عنها مرارا وتكرارا، وذلك ما كان يقصده الأخ رابح كبير..

س5/ أين هي القيادة الشرعية للحزب المحظور في رأيكم؟

ج5/ سبق أن أرسلنا إلى الشيوخ رسالة وهم في السجن نشرتها الصحافة الوطنية لاحقا، شرحنا لهم فيها بوضوح ما آلت إليه أمور الجبهة الإسلامية للإنقاذ وكيف أن الأحداث المتتالية أفرزت هيئات مسؤولة ومؤثرة تمثل في مجملها القيادة الشرعية للجبهة الإسلامية للإنقاذ وقد حددناها كما يلي:

  1. لقيادة التاريخية –كما اصطلح عليها، ممثلة في الشيوخ المسجونين.
  2. قيادة الجيش الإسلامي للإنقاذ.
  3. الهيئة التنفيذية في الخارج.
  4. القيادة المفرج عنها.

أما الذين ذابوا وذوبوا الجبهة في صفوف الجماعة المسلحة فلا يمكن أن نعترف بهم حاليا كجزء من قيادة الجبهة.

س6/ كيف ترون مسار تطبيق مراسيم المصالحة الوطنية وهل أنتم راضون عن التزامات السلطة؟

ج6/ واضح للعيان أن مسار المصالحة الوطنية يسير ببطء كبير، ويكفي أن تعلم أن اتفاق الهدنة تم بفضل الله منتصف سنة 1997. ولم نستطع تجسيد العفو الخاص إلا في بداية سنة 2000، ولم تُسَوَّ الوضعية الإدارية والقانونية حتى سنة 2003. وتأخرت حلول مشاكل السجناء والمفقودين والمقتولين والعمال المفصولين، والمتابعين قضائيا إلى سنة 2006. ويبقى العفو الشامل الذي هو أساس الاتفاق، إذ أنه سينهي جميع المظالم العالقة، ويعيد كل الحقوق المغتصبة وعلى رأسها فتح المجال السياسي لكل الجزائريين دون استثناء. قلت بقي هذا البند لم يتحقق وإلى أجل غير محدد.

أما الرضى فنحن راضون عن الله، وعن كل من وقف موقفا في سبيل الله، وحبا في الوطن.

.. وأما السلطة كجهاز فلازالت تحكمها الأهواء والمصالح أكثر مما يحكمها الحق والقانون ونحن مستمرون في النضال مع الشرفاء جنبا إلى جنب إلى أن يتحقق المبتغى إن شاء الله تعالى.

س7/ ماذا تقولون للمسلحين الذين لا يزالون في الجبال؟

ج7/ لم يبق في الجبال إلا أفراد الجماعة المسلحة ولو تعددت الأسماء والتنظيمات، وقد اختلفنا معهم في أول الطريق منهجا وتصورا وأهدافا، وقد وسوس لهم إبليس وجنوده من الاستئصاليين وأحفاد فرنسا بعد ذلك فهاجمونا غدرا في مواقع متعددة معلنين الحرب علينا بعد أن قاموا بتضليلنا وتكفيرنا. ثم تحولوا بعد ذلك إلى الشعب مصدر الدعم والمأوى فمالوا عليه ميلة واحدة تنكيلا وتقتيلا وتشريدا وانتهاكا للحرمات. فما كان منا إلا الوقوف في وجههم بالحديد والنار، ولقد عرفوا منا ما كان يجب أن يعرفوه. ورغم ذلك بدلنا المستحيل من أجل تصليح الأوضاع ونجحنا بفضل الله مع الخيرين في الدولة في الوصول إلى اتفاق الهدنة الذي سمح لنا بإقناع الأغلبية من أبناء الجماعة للدخول في السلم والمصالحة، وتحققت للجزائر كرامة كانت تعتبر ضربا من ضروب المستحيل، ونحن اليوم نعيش بركة هذه الكرامة.

فليتق الله من تبقى في الجبال في دينهم ووطنهم وشعبهم ويقبلوا ما عرض عليهم وهو وإن كان ناقصا فعليهم أن يعلموا أنه ثمرة جهود كبيرة قام بها الخيرون ودعاة الصلح. فالرجاء أن لا ينصروا دعاة الحرب والفتنة من الاستئصاليين والحاقدين الذين يعملون على إفشال هذا المشروع. والله المستعان.

س8/ قلتم أنكم لم تصعدوا للجبال من أجل اصطياد العصافير، ولكن بالنظر إلى ضحايا الأزمة هل أنتم نادمون على العمل المسلح؟

ج8/ العمل المسلح أو القتال في سبيل الله ليس محمودا لذاته، ولكن للشر العظيم الذي يزيله، والظلم الكبير الذي يدفعه. ونحن كما تعلمون دعونا إلى الله طويلا وظُلِمنا وتحملنا، ثم أُدخلنا السجون وصبرنا، ثم فُتح المجال السياسي فقبلنا اللعبة الديمقراطية بقواعدها، واحتكمنا إلى الصندوق مرتين، فَصَلَ خلالها الشعب لصالح دعاة الحل الإسلامي الوطني بالأغلبية الساحقة.

.. ولكن المنهزمين الاستئصاليين لجأوا إلى الانقلاب ضد الإرادة الشعبية، وأوقفوا المسار الانتخابي، و يا ليتهم توقفوا عند هذا الحد، بل ذهبوا بعيدا بتسليط أشد العقوبات على ابناء التيار المنتصر، بدءا بالتشريد في الصحراء، إلى السجن، إلى القتل مع انتهاك الحرمات ، ولم يتركوا أمامنا إلا الهروب إلى الحارج أو الصعود إلى الجبال...

... وكانت الحرب.. لكننا كنا متقيدين بقيود الشريعة ، متخلقين بأخلاق الشرفاء، محترمين الأعراف والمواثيق الدولية والانسانية، فلم نقتل إلا من كان حريصا على قتلنا، وتجنبنا العزل من الرجال والنساء والشيوخ والصبيان، ولم نتورط في قتل الصحفيين والأجانب الآمنين والحمد لله. ولنا الحجة ولا حجة لغيرنا.

وعلى ضوء ما تقدم يتضح لديكم أننا لا يمكن أن نندم لأننا ظُلمنا ظلما كبيرا ولم نكن أبدا ظَلَمَة، ولكننا نشعر بالحزن والأسى والألم على ما أصاب الجزائر ونحن حقا مجروحون لما وقع لبلدنا وشعبنا.

س9/ على ضوء تجربتكم المسلحة. كيف تنظرون إلى تفجيرات شرم الشيخ والدار البيضاء والرياض، والتفجيرات ضد المدنيين في 11 سبتمبر بنيويورك ولندن ومدريد؟

ج9/ إن قتل المدنيين العزل الآمنين مهما كان جنسهم أو وطنهم فعل جرمه الدين الاسلامي الحنيف، ونصوص القرآن والسنة النبوية في ذلك واضحة لا تقبل التأويل، ومواقفنا في هذا الصدد صريحة فاصلة منذ بداية العمل المسلح في الجزائر، وبياناتنا المتعاقبة لا زالت خير دليل وشاهد على ما نقول. ونحن نرى أن الأحداث التي أشرتم إليها في سؤالكم، حتى وإن تأكد أن المنفذ مسلم، فإن الشك لدينا قوي في أن المخطط والمستفيد هي دوائر صهيونية لا محالة.

س10/ أمازلتم تعتقدون أن الظهير الاستئصالي هو سبب مشاكل الجزائر؟

ج10/ لا أشك في ذلك أبدا، والأدلة كثيرة. غير أن طموحا زاد عن حده، وغرورا استبد بأهله، وأسلوبا خاطئا فرض نفسه على قادة الحركة الاسلامية ، ساعد وسهل المهمة كثيرا للاستئصاليين.

س11/ هل ترون الرئيس بوتفليقة قادرا على الخروج بالبلاد من أزمتها؟

ج11/ إذا علمت أن فخامة الرئيس لا يعمل لوحده، وإنما جاء لتنفيذ إرادة قوية حصلت لدى الأطراف المتنازعة، وهي الصلح والمصالحة، تأكدت أن الجزائر ستصل بإذن الله إلى بر الأمان، وستتعافى نهائيا من جراحها ومشاكلها ما علينا إلا مساندة أهل الخير والوطنية والمروءة، والوقوف صفا واحدا في وجه دعاة الشر والفساد.

س12/ كيف تقيمون تجربة التحالف الرئاسي الحاكم؟

ج12/ التحالف الرئاسي فكرة جميلة لو جاءت نتيجة قناعات الأحزاب المشاركة فيه إذن لكانت قد أعطت دفعا قويا لمؤسسات الدولة، وعلى رأسها مؤسسة الرئاسة، غير أن هذا التحالف مع الأسف أنشأ بأوامر فوقية، مما جعله هيكلا بلا روح بمجموعات سياسية غير متجانسة، وطموحات حزبية تكاد تكون متناقضة. الشيء الذي جعلنا نعيش معهم رغم أنوفنا صورة من صور النفاق السياسي الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه خلاف ودسائس وعذاب.

س13/ كيف ينظر مدني مزراق إلى الاحزاب الإسلامية الأخرى وتحديدا حمس و الإصلاح؟

ج13/ أما الإسلاميون الذين يعملون في الحقل السياسي فهم رجل من ثلاث:

الأول : لا يرى أي تقدم للمشروع الإسلامي مالم يكن هو بشخصه يمثل رقما بارزا فيه وهذا بالنسبة لنا قد خسر الدنيا والآخرة.

والثاني: لا يرى انتصار المشروع الإسلامي إلا إذا كان على يد الحزب الذي ينتمي إليه وهذا أقل شرا من سابقه.

والثالث: وهو الذي يناضل ويجاهد في سبيل نصرة المشروع الإسلامي ولا يهمه في الأخير على يد من وباسم اية حركة أو حزب تحقق هذا النصر, و هذا هو المسلم الحق الذي يفوز بمغفرة الله و رضوانه .. ونحن نخوض مع أنفسنا الأمارة بالسوء ، حربا مستمرة حتى لا نكون من الصنف الأول ولا الثاني .. وندعو الله دوما ونجتهد لكي نكون من الصنف الثالث، والله هوالموفق و الهادي إلى سواء السبيل.

وعلى هذا الأساس ، ومهما كانت عيوب حمس والنهضة والإصلاح ، وعلى الرغم من مواقفهم المتخاذلة تجاه قضيتنا طوال سنوات المحنة، رغم أن بعض الإنجازات التي حققوها في الحقل السياسي خلال السنوات الأخيرة يعود الفضل فيها إلى الصراع الذي خضناه ضد النظام... رغم كل هذا فنحن نحب إخواننا ونكن لهم كل الاحترام، ونحن نثمن كل المجهودات التي يبدلونها في نصرة المشروع الإسلامي الوطني.

س14/ هل ترى مستقبلا للمشروع الإسلامي في الجزائر بعض الذي حصل؟

ج14/ نعم نحن اليوم متيقنون أكثر من أي وقت مضى بضرورة الحل الإسلامي الوطني للمعضلة الجزائرية، وبالضبط تجسيد مشروع المجتمع النوفمبري الذي ينص صراحة على إقامة دولة جزائرية مستقلة ذات سيادة، ديمقراطية واجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، والحديث عن هذا يطول. والأيام بيننا إن شاء الله.

س15/ هل صحيح أنك تشربت من فكر الإخوان قبل أن تلتحق بالجبهة الإسلامية للإنقاذ ثم بالعمل المسلح؟

ج15/ كنت في القسم النهائي شعبة رياضيات من السنة الدراسية- 1979- لما انطلقت حركة التعريب الثانية والتي بفضلها عُربت وثائق الحالة المدنية وما تبعها، وقد شرفني الله عز وجل بأن قدت مع إخواني الإضراب في جميع ثانويات الولاية.. وحضرت اللقاء التاريخي إلى جانب إخواننا المسؤولين عن الحركة في الجامعة، اللقاء الذي جمعنا مع الوزير السيد عبد الحق برارحي أنذاك وذلك في قاعة المحاضرات في جامعة قسنطينة.

ورغم الإتجاه العروبي الذي كان يسيطر على أفكارنا يومها.. فإن نداء الإسلام كان يصعد قويا من أعماقنا.. ومما أذكره جيدا أن السيد الوزير يومها وفي غمرة انفعاله لإقناع الطلبة بالرجوع إلى المقاعد، استبد به الغضب وتفوه بكلمة الكفر وكانت شائعة على ألسن الجزائريين وقتذاك، مما دفع بأحد الإخوة وكان أمامه إلى الأخذ بجامع ثيابه قائلا ’ما تكفرش اسي محمد‘ ولما انتهى اللقاء بسلام وكان حماسيا وشيقا من جانب ممثلي الطلبة، وعاقلا مؤدبا وأخويا من جانب السيد الوزير.. قلت لما انتهى اللقاء عدنا إلى إحدى غرف الإخوان في حي الفرمة، فأسرع أحدهم من من إخوان الصحراء، صارخا في وجه الأخ الذي اعترض على الوزير وكان ملتحيا: تعجلت في التصعيد بالمطالب من المادة الثالثة ’اللغة العربية‘ إلى المادة الثانية ’دين الدولة الإسلام‘ وكان عليك ان تذهب خطوة خطوة.

سمحت لنفسي بالإسترسال في هذا حتى يعلم الناس أن التيار الوطني العروبي كان إسلاميا بطبعه ولم يكن أبدا غير ذلك. وكنا متشربين فطرة ولم نكن غير ذلك.

.. أما عن الإخوان وفكرهم فلا زلنا نعتقد أن الأستاذ المرشد العام المؤسس ’حسن البنا‘ ومنهجه في التربية والتعليم والإصلاح والقيادة، يعتبر رائدا ونموذجا صالحا للمسلمين كافة في العصر الحديث، لأنه أخذ من كل الفصائل والطرق والمناهج أحسن ما فيها وألزمه بتعاليم الإسلام وروحانيته.

س16/ كيف تنظرون لصعود الإسلاميين في فلسطين ومصر، وهل هو تكرار لتجربة جزائرية فاشلة أم استفاقة جديدة للتيار الإسلامي؟

ج16/ إن حركية الإسلام ومرونته قد أهلته لأن يكون قائدا وحكما لجماهير الأمة قاطبة وكلما سنحت الفرصة للشعوب بالتعبير عن رأيها بكل حرية، إلا وكان مطلبها الأساسي والواضح هو الإسلام.

وعليه فإن صعود الإسلاميين في فلسطين ومصر وفي غيرهما من البلدان هو نتيجة منطقية وواقعية لما يختلج في صدور الناس، مما تعانيه الشعوب من كيد الكائدين و مكر الماكرين .

أما ما يقال بأن صعودهم هو تكرار لتجربة فاشلة فهو قول مجانب للصواب، لأن التجربة الجزائرية بما لها وما عليها، فهي على الأقل قدمت للحكام الظلمة تحذيرا عمليا وخطت لهم حدا لوقف تماديهم في الطغيان والجبروت، وإننا نظن أن كل الإسلاميين سيستفيدون من كل التجارب التي سبقتهم، وسيعملون فيها المبضع والمشرط جرحا وتعديلا.

س17/ كيف تتصورون الوضع في فلسطين؟

ج17/ فلسطين أرض النبوات، ومهبط الرسالات، أولى القبلتين وثالث الحرمين.. هي مسرى نبينا، ومنطلق معراجه إلى رب العالمين، وهي بذلك أمانة في عنق كل مسلم.

أحتضنها الإسلام، فعاش الناس آمنين، المسلمون وأهل الكتاب سواء.

وعد الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الحجر والشجر سينادي: يا مسلم إن ورائي يهوديا فاقتله.

وإن وعد الله ورسوله حق، ونحن لا نتألى على الله، ولكن للكون نواميس سطرها الخالق البارئ. وقد أعجبتني كلمة نطق بها أحد اليهود وهو يرد على محاوره الذي استدل بهذا الحديث قائلا: أقال هذا رسولكم حقا، قال المحاور: نعم. قال اليهودي: إذن فلستم أنتم من عنى ولا نحن. لأنه يقرأ في نواميس الكون والمعادلة حاليا لا تؤدي ولا تستلزم ذلك.

ولكننا ندعو أنفسنا و إخواننا في فلسطين، وفي كل الفصائل و الحركات و الدول الإسلامية ، إلى تحديد العدو وضربه يدا واحدة.. وأن لا يكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات. ولئن فعلوا واعتصموا بحبل الله جميعا ولم يتفرقوا فإن ساعة الحجر والشجر حينئذ قد قربت وذلك ناموسها.

ونحن مع إخواننا في فلسطين قلبا وقالبا ونسأل الله أن ينصرهم نصرا عزيزا. والسلام.

أخوكم

مدني مزراق